بعد
هجمات 11 سبتمير/أيلول 2001 على الولايات المتحدة نذر معلّم أميركي، يدعى
غاري واديل (50 عامًا) على نفسه ألا يحلق شاربه ولحيته إلى حين القبض على
زعيم القاعدة.
لكنه
عندما أعلن للناس نذره هذا، كان يظن أن القبض على بن لادن لن يستلزم سوى
أسابيع قليلة في أفضل الأحوال أو أشهر قليلة في أسوئها، وإذا به يُجبر على
الانتظار قرابة عشر سنوات ليستعيد شكل وجهه القديم. لذا فإن لديه الآن
سببًا شخصيًا للفرح إزاء مقتل بن لادن .
وفي
قرابة السنوات العشر، التي اضطر مدرّس العلوم من إيفريتا، واشنطن، إلى هجر
ماكينة الحلاقة، وصلت لحيته إلى صدره. وكانت المفارقة المؤلمة بالنسبة
إليه أنه صار شبيهًا نوعًا ما بزعيم القاعدة نفسه. لكن رحلة الألم انتهت
بعد ثلاثة آلاف و454 يومًا، فحلق بحضور أقاربه وأصدقائه، الذين هرعوا إلى
منزله فور سماعهم نبأ مقتل بن لادن.
ونقلت
عنه صحيفة «كابيتال برس» الأميركية قوله: «ما إن سمعت الرئيس أوباما وهو
يعلن النبأ، حتى سالت دموع الفرح على وجهي، وبكيت لفترة خمس دقائق، قبل أن
اتمكن من استعادة هدوئي. واتصل بي العديد من الأقارب والأصدقاء، قائلين
إنهم في الطريق إلى منزلي لحضور اللحظات «التاريخية». وبعد وصولهم، أسرعت
إلى غرفة الحمّام، فأحضرت معدّات الحلاقة. لكن الأمر استغرق "دهرًا بكامله"
لإزالة كل ذلك الشعر من وجهي».
من
جانبها، لم تخف زوجته دونيتا شعورها بالسرور العارم لرؤية المزيد من وجه
شريك حياتها، وقالت: «يبدو وكأنه عاد عشر سنوات الى الوراء. هذه لحظات
سعيدة حقًا بالنسبة إلينا في هذه الأسرة.. ولحظات سعيدة بالنسبة إلى الأمّة
ككل. غاري رجل قوي الشكيمة، تمسك بنذره كل تلك الفترة الطويلة حقًا».
وقال
واديل إنه كان يعمل في حديقة منزله أمسية الأحد الماضي عندما اتصل به زميل
له هاتفيًا ليبلغه بنبأ مقتل بن لادن. وأضاف أن الشكوك ساورته في هذا
الأمر، إذ افترض أن زميله يداعبه أو يخدعه لإجباره على الحلاقة. فأدار
التلفزيون، ورأى وسمع الرئيس أوباما يتحدث عن الواقعة.
وفي
حفلة سريعة على شرف واديل، قالت جيل بالكويست، ناظرة المدرسة التي يعمل
فيها، إنها فخورة به. وقالت للتلاميذ إن عليهم إبداء الاحترام العميق
لواديل لأنه تمسك بنذره بألا يحلق لحيته وشاربه على مدى قرابة عشر سنوات،
خاصة أن الناس صاروا يضحكون لرؤيته، وأن العديد منهم كان يقول له إنه يخوض
معركة خاسرة.
وكان
واديل قد قال لصحيفة محلية في 2003: «لن أحلق لحيتي أو شاربي إلى الممات
طالما ظلّ أسامة بن لادن طليقًا. وبعد موتي، إذا أرادوا حلاقتهما فليفعلوا،
لكنني لن أحلق في حياتي، وبن لادن يسرح ويمرح».